هذا الكتاب، وهو في الأساس أطروحة دكتوراه تقدم بها الباحث "خزعل الماجدي" إلى معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا، هو محاولة لفحص التلازم بين الطب والسحر والعرافة والأسطورة والدين في تراث وادي الرافدين (سومر، أكد، بابل، آشور)، وقد آثر بعد حصوله على شهادة الدكتوراه أن يعد هذه الأطروحة ككتاب يتناسب مع إمكانية تقديمه سلساً للقراء، ولذلك لين الجانب الأكاديمي وجعله أكثر استساغة لمقتضيات القراءة الممتعة فوضع ما يتناسب من التعديلات ووسع الفصل الأول الخاص بالمقدمة العامة للسحر والأسطورة والدين والعلم وجعله فصلاً يصلح أن يكون كتاباً قائماً بذاته لهذه الحقول بغض النظر عن زمانها ومكانها. كذلك أضاف ما يستحق في الفصل الأخير المخصص لنظرة العلوم الحديثة لهذه الحقول حتى بدا هذا الفصل أيضاً وكأنه كتاب منفصل تطل من خلاله العلوم النفسية (السايكولوجية والباراسيكولوجية)، والعلوم الطبيعية (الكوانتية والنسبية والكلانية) إلى السحر والعرافة والأسطورة والدين، وتفسرها إما من خلال قوى تصادمية بين الإنسان والكون كما في علوم الباراسيكولوجية، أو من خلال قوى غامرة يموج بها الكون ويشمل بها الإنسان باعتباره عقدة أو ندبة طاقوية كما في العلوم الطبيعية.