الأخطاء اللغوية الشائعة فى الأوساط الثقافية
المُشْكِلةَ أنَّنا وجدنا الأمر لا يقتصرُ فقط على شُيوعِ أخطاءٍ في الكلامِ، بَلْ وجَدْنا أيضًا أنَّ بَعْضَنا يَدَّعِي على بعض التعبيراتِ والألفاظ العربيَّةِ الفصيحة أنها من الخطأ اللُّغويّ الشائع أو غير الشائع، والأزمةُ الكبرى أن كثيرين يدَّعون هذا دون الرجوع إلى المصادر الأصلية للُّغة من كتب القواعد أو المعاجم أو ما وُرِثَ من الشعر، وحتى دون الرجوع إلى ما ورد في القرآنِ الكريمِ من تعبيراتٍ قد تتشابه أو تتطابقُ مع ما يُدَّعى أنه خطأٌ وهذا يَضَعُ اللغة العربية في مُنْحَنَى خطرٍ قّدْ يُؤَدّي بهَا إلى الضَّعْفِ والضّيقِ، لأنَّ مثل هذا الاتجاه يحرِمُ أهلها كثيرًا من خيراتها، خُصُوصًا إذا كان هؤلاءِ الأهلُ من غيرِ المُتخصّصينَ فلا يستطيعونَ الردَّ على مُنكري هذه التَّعبيرات وأمثالِها.
المزيد →مدينة إيزيس؛ التاريخ الحقيقي للعرب
يقول بيير روسي:
فإذا كانت الحضارة العربية قد امتدت في طرفة عين من البيرينيه إلى أرض السند , فلأنها لم تكن أبداً إقطاعة حفنة من آكلي اليرابيع الذين ارتقوا فجأة . و إذا كان الدين الإسلامي قد انتشر في قارات بكاملها , و إذا كانت اللغة العربية قد لقيت حظاً لم تعرفه أية لغة أخرى , و إذا كانت هي لغة اليهودية و المسيحية و الإسلام فلأن حضارة مهيبة قد أعطتها سلطة تجاوزت أبعاد هضبة الحجاز ... و لقد خضع لهذه السلطة اليونان ثم الرومان و معهم الأتروسكيون قبل أن تنضم إليهم ممالك فيزيقوط الغرب و أمراء الهند.
المزيد →فقه اللغة وأسرار العربية
إن مفتاح تحديد هذا المصطلح، هو الحذر اللغوي (فقه) الذي يدل بعامة على العلم بالشيء، وهو مشتق من الشق والفتح، فيكون "فقه اللغة" من هذا المنطق، علم اللغة والغوص إلى دقائقها وغوامضها وهو ما أكده عنوان الكتاب بقسميه (الأول والثاني): فقه اللغة وسر العربية. هذا الكتاب واحد من كتب قليلة جداً شُغلت بلغة العرب وأساليبهم، ومأثورهم البياني، وخصوصيات البناء والصياغة والاشتقاق، وسائر معهودهم في استخدام اللغة، أداة راقية منظورة لحمل أرقى الرسالات الإنسانية في الدين والدنيا.
أما أهمية هذا الكتاب، فمن نافل القول إثبات ذلك أو الخوض فيه، لأنه واحد من كتب قليلة جداً عالجت هذا الشأن اللغوي الدقيق، نفد فيه مؤلفه إلى لباب اللغة ولطائفها من غير عنت آو تعقيد، أو تنظير منفر يستحوذ على القواعد والقيود دون الجواهر، كما هي الحال في بعض مسائل النحو ومدارسة وقواعده وعلله.
غاص أبو فيصور على معاني اللغة وآدابها وأساليبها، فاجتنى منها الدرر الغوالي وخاض في تقليباتها وتصريفاتها، وأبحر في أديم أسمائها وأوصافها، ودقائق الأشياء ومعالمها، فبلغ التخوم، والنهايات، تخوم الإعجاز، ونهايات البلاغة التعبيرية الرصينة التي يقبل عليها الباحث، والأديب، والعالم والفنان، فيجد كل منهم ضالته وبغيته، محققاً فيه قول أبى عثمان الجاحظ في كتابه "الحيوان".
المزيد →