أعداء الحوار: أسباب اللاتسامح ومظاهره

أعداء الحوار: أسباب اللاتسامح ومظاهره

لقد سعدت بنيل شرف ترجمة كتاب "أعداء الحوار" لصاحبه سعادة السفير مايكل أنجلو ياكوبوتشي، صاحب الثقافة الموسوعية التي استقاها من أسفاره المتعددة التي جعلته شاهد عيان لبعض فصول اللا تسامح.

فما أعجبني في هذا الكتاب الذي بذلت في ترجمته من الجهد ما اضناني، أن مؤلفه يشخص بقوة وبعمق الأسباب الكامنة وراء تفشي موجة الاحقاد التي سادت العالم منذ القديم وصولاً إلي عصرنا الحالي، وعصرنا هو عصر المعايير المزدوجة، والكيل بالف كيل، ومنظمات دولية وأقليمية فقدت مصداقيتها، ومع اقترابي من نهاية ترجمة هذا الكتاب الثمين كان المدنيون العزل في غزة المحاصرة يقصفون بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً، وتحمل المجتمع الدولي بأسره عناء التسلي بالمشاهدة.
يأتي هذا الكتاب في وقت اختلطت فيه الأوراق، وتلاشي الخيط الدقيق بين الارهاب المجرم الذي يسفك دماء الأبرياء، والمقاومة المشروعة دفاعاً عن العقيدة، والهوية، والأرض، والوجود.
إن ما يضع كتاب ياكوبوتشي درة في عقد الكتب النفسية، هو تصديه لموضوع شائك بشجاعة يحسد عليها، مسلحاً بثقافة موسوعية مكنته من عرض أسباب اللاتسامح، وانحرافاته، في جميع الملل والنحل، عرضاً دقيقاً وموضوعياً، لا يقلل من شأنه النذر اليسير من المفاهيم غير الدقيقة عن الحركات المعتدلة والمقاومة الشرعية في العالم الاسلامي، لان ذلك ربما يعود في المقام الاول إلي ما استقاه المؤلف من مغالطات تروج في العالم الإسلامي- قبل الغرب- عن هذه الحركات.

المزيد →
Buy from Google Play
Buy from Alibris
Buy from GoodReads
معارك في سبيل الإله: الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام

معارك في سبيل الإله: الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام

تشير كارين آرمسترونج، فى كتابها «معارك في سبيل الإله، الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام» وفي سياق رصدها بزوغ ظاهرة الأصولية في القرن العشرين - إلى موقف الأصولية من المبادئ الديمقراطية بالقول: إنه لم يكن لدى الأصوليين وقت للديمقراطية أو التعددية الحزبية، أو التسامح الديني أو الحفاظ على السلام أو الخطاب الحر، أو فصل الكنيسة عن الدولة.

وبحسبها أيضا، فإن الأصوليين المسيحيين قد قاوموا - لحقبة مديدة من الزمان - الاكتشافات العلمية الخاصة بعلوم الأحياء والفيزياء، وأصروا على أن كتاب «سفر التكوين» يبدو علميا في جميع تفاصيله ولا يحتاج إلى إضافات من أي نوع! وأنه في الوقت الذي كانت فيه غالبية البشرية تلقي بقيود وأصفاد الماضي، أظهر الأصوليون اليهود أن قانونهم المقدس - الذي مارسوه بصرامة وتشدد - هو القانون الدولي الوحيد القابل للتطبيق، وقد تبعهم في ذلك الأصوليون المسلمون في تحويلهم للقضية العربية - الإسرائيلية، من قضية دنيوية إلى قضية دينية خالصة! وتتابع آرمسترونغ، في سياق بحثها مجمل الأسباب التاريخية التي أدت إلى بروز ظاهرة الأصولية اليهودية، أن اليهود كانوا أول من أقبل على التطرف الديني، نظرا لأنهم عانوا أزمة عدم العدالة الاجتماعية، ووجدوا أن مدنية العصر الحديث هي السبب وراء اضطهادهم ومعاناتهم. أضف إلى ذلك أيضا، ما أصابهم من إحساس بالدونية على يد المجتمع المتمدين الذي يؤمن بالنصرانية الغربية في نهاية القرن الخامس عشر. وقد دفعهم كل ذلك إلى استخراج مخزونهم من الحيل البارعة والمبادئ الدينية والخرافات والأساطير التي تمنعهم من إعادة سلطة الدين في الحصول على حقوقهم المهضومة على يد الغرب المسيحي.

ونتيجة لذلك، استمر اليهود في إخراج وتدوير هذا المخزون لسنوات طويلة حتى أصبح فيما بعد حقيقة مقنعة للغرب إلى حد ما، مثلما تجلى في شكل ممارسات شائعة في العالم الحديث. وقد أدى كل ذلك في النهاية إلى تشكل هذا المنحى على هيئة اتجاهات متشددة تنحو نحو المزيد من التطرف الديني بغية إخضاع العقل لسيطرة الدين.

المزيد →
Buy from Google Play
Buy from Alibris
Buy from GoodReads
مفاتيح اصطلاحية جديدة: معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع

مفاتيح اصطلاحية جديدة: معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع

كتاب: "مفاتيح إصطلاحية": "معجم الثقافة والمجتمع" كتاب مشهور تماماً لتوفيره أمام جيل كامل من القراء خلاصةً فاعلة يمكن الإطمئنان إليها في مختلف المعاني - الحاضرة والماضية - التي التصقت بعدد من المصطلحات التي أدت دوراً محورياً في نقاشات الثقافة والمجتمع، والعلاقات بينهما.
على أنه، وقد نشر في طبعته الأولى عام 1976، يكشف الآن عن علامات تدل على قدمه بطرق اعتبرها "وليامز" لا فكاك فيها في مشروع كان دائماً معنياً بإستكشاف الإستعمالات المعقدة للمشكلات التي تثيرها المفردات أكثر مما كان معنياً بتثبيت تعريف لها (والمثير أن تعريفات "وليامز" كانت تمتاز بالإحكام من حيث التعليم والوضوح)؛ فلم تكن المسألة عند وليامز تقتصر على أن معاني المفردات تتغير عبر الزمن، بل هي تتغير في علاقتها بالمواقف والحاجات السياسية والإجتماعية والإقتصادية المتغيرة، وفي حين كان يرفض الفكرة القائلة بأنك تستطيع أن تصف تلك العلاقة بطريقة بسيطة أو كلية، فقد كان مقتنعاً أنها موجودة حقاً - وأن الناس يكافحون في إستعمالهم اللغة لإعطاء تعبير لتجارب الواقع الجديدة.
وحين راجع وليامز "مفاتيح إصطلاحية" بنفسه من أجل إعادة طبعه طبعة ثانية تضمنت 21 كلمة أخرى، أعاد تأكيد "إحساسه بأن العمل غير منته وغير مكتمل"؛ لذلك عزم المؤلف عند إعداد هذا الكتاب على تجديد "مفاتيح إصطلاحية" "لوليامز" بثلاث طرق أساسية؛ الأولى، عن طريق تقديم معجم منقح للثقافة والمجتمع يتضمن كثيراً من المصطلحات من قائمة "وليامز"، ولكنه يقدم مناقشات جديدة لتاريخها، وإستعمالها، ويأخذ بالإعتبار التطورات التي حصلت خلال السنين الثلاثين الماضية؛ والثانية، عن طريق إضافة مناقشات لــ"مفاتيح إصطلاحية جديدة" ظهرت حين إستجاب معجم الثقافة والمجتمع للحركات الإجتماعية الجديدة، التي تغير الإهتمامات السياسية، والآفاق الجديدة للحوار العام؛ والثالثة، عن طريق حذف المفاتيح الإصطلاحية التي قدمها "وليامز" ونشعر أنها لم تحتفظ بأهميتها من وجهة نظر الطرق التي يمثل بها الناس تجاربهم ويضفون المعنى على إدراكاتهم لعالم متغير.

المزيد →
Buy from Google Play
Buy from Alibris
Buy from GoodReads