الأديان العامة في العالم الحديث
خلال الثمانينات، بدأت الظواهر والتقاليد الدينية تمرّ، عبر العالم، وبقوة في أغلب الأحيان، من الحيّز الخاص إلى الحياة العامة. وقد أدى هذا إلى "تعميم" الدين في الحياة المعاصرة. في هذا الكتاب دراسة متعمّقة لهذه الظاهرة قام بها الأستاذ بجامعة شيكاغو خوسيه كازانوفا الذي يُعتبر واحداً من أبرز المتخصصين في العلوم الاجتماعية في العالم.
يبحث الكتاب في العلاقة بين العلمانية والتنوير و"الدين الحديث" وفي العلاقة بين ما يسمى الأديان الخاصة والأديان العامة، ثم يتناول، بتوسع وعمق خمس حالات دراسية عن الكنيسة في أسبانيا وبولندا والبرازيل والولايات المتحدة وعن البروتستانتية الإنجيلية، مركزاً على علاقة الدين والكنيسة بالدولة والنخب والمجتمع المدني وعامة الناس، حسب الحالة. هذا قبل صياغة الاستخلاصات حول "تعميم الدين الحديث".
روبرت ن. بلاح، وهو من المتخصصين في الموضوع، اعتبر هذا الكتاب "من أفضل الدراسات التي قرأتها منذ وقت طويل في ميدان علم اجتماع الدين، أو في علم الاجتماع التاريخي المقارن عموماً. ويتمتع كازانوفا بعمق نظري تحليلي فريد في تناول القضايا البارزة في حقل اختصاصه. فيقتحم السجال القائم حول العلمنة بدقة ووضوح لم أعهدهما من ذي قبل؛ مهملاً ما يتعذر تبريره، ومحتفظاً بما هو مفيد. وقد أصنِّف كازانوفا، على أساس هذا الكتاب المذهل، ضمن قلة قليلة من ألمع علماء اجتماع التاريخ المقارن في جيله".
المزيد →مدخل إلى التنوير الأوروبي
هذا الكتاب ليس إلا مدخلاً متواضعاً وبدائياً إلى ظاهرة خطيرة حصلت في أوروبا الغربية، وفيها وحدها، ألا وهي ظاهرة التنوير. إنه يحاول الكشف عن الجذور الأولى لهذه الظاهرة، وكيف انبثقت لأول مرة في إيطاليا، وهولندا وانجلترا... إنه يكشف عن الفرق بين ثلاث مراحل أساسية في تاريخ الفكر الأوروبي: العصور الوسطى، ثم عصر النهضة، فعصر التنوير بالمعنى الحرفي للكلمة. فالنهضة كانت تنويراً، ولكنها لم تُشكّل قطيعة إبستمولوجية كاملة مع العصور الوسطى. كانت مرحلة انتقالية مترجرجة، على الرغم من جرأة مفكريها وعظمة إنجازاتها. وحده القرن الثامن عشر، أي عصر التنوير الكبير، استطاع أن يُحقق هذه القطيعة الكبرى التي لا تكاد تُصدق، والتي لا تزال تدهشنا حتى اليوم.
فكيف حصلت هذه القطيعة الكبرى في تاريخ الفكر، ومعها الاستقلالية الكاملة للعقل بالقياس إلى النقل، وللفلسفة بالقياس إلى الدين؟ من هم أبطالها؟ كيف كانت سيرورتها، أي كيف تمّ الانتقال من الفهم القروسطي أو حتى الظلامي للدين إلى الفهم العقلاني المستنير للدين نفسه؟ هذه هي بعض الأسئلة التي يحاول هذا الكتاب طرحها إن لم يكن الإجابة عليها...
ومن خلال المقارنة بين الماضي والحاضر، بين التنوير الأوروبي التحقق والتنوير العربي-الإسلامي الذي قد يتحقق، يحاول هذا الكتاب أن يشق طريقه ويؤسس لما يُمكن أن ندعوه بـ"علم الأصوليات المقارن".
المزيد →