الحنين إلى الخرافة
«للخرافة غريزة حَشَريةٌ تَنْتحي إلى الشوق، وتعشق الثغرات، وتقيم في الفجوات. يسود الدجل ويركز لواءَه في المناطق التي ما زال العلم فيها مُبلِسًا محيرا لا يملك جوابا حاسما».
تسيطر الخرافة على الكثير من التفاعلات البشرية؛ فلم تكتف الخرافة بالتغلغل في المجتمعات الفقيرة، التي لم تنل القسط الكافي من التعليم، بل امتدت إلى أوساط تبدو راقية أو تحمل قدرا من العلم والثقافة والمدنية. وعبر كافة الأوساط التعليمية والإعلامية نستقبل يوميا علما زائفا، وخرافات جديدة يفتح رونقها البراق المجال لتصديقها والعمل بها. وهذا الكتاب نستطيع من خلاله أن نميز بين العلم والعلم الزائف، عن طريق عرض لإسهامات بعض المفكرين وفلاسفة العلم مثل: توماس جيلوفيتش، وكارل بوبر، وجون كاستي، وقد عده المؤلف تتمة لكتاب «المغالطات المنطقية» الذي ناقش موضوعات ذات صلة.
المزيد →سحر الواقع: كيف نعرف حقيقة الواقع؟
يتحدث ريتشارد دوكنز في هذا الكتاب الذي أنتهى منه في عام 2011 عن بعض الظواهر الطبيعية والطبية والكونية وكيفية حدوثها وماذا كانت تعتقد الأمم القديمة عنها قبل أن يأتي العلم الحديث بتفسير لها.
يسعى دوكنز في كتابه هذا ليجاوب عن أهم الأسئلة التي شغلت الإنسان منذ الأزل مثل ( أصل الأنسان، والأشياء، والليل والنهار، والكوارث والأمراض، وسبب الضرر)، يسرد لنا تاريخ الأسئلة وكيف ان الإنسان تعامل معها بسذاجة وصدق أساطيره ثم كيف تقدم العلم ليجيب عنها.
المزيد →قصص وحكايات خرافية
هانس كريستيان أندرسن 1805-1875، يعد من أكبر شعراء الدنمارك، وقد أطلق عليه النقاد شاعر الدنمارك الوطني. كتب روايات، مسرحيات وأعمالاً شعرية، لكن إسهامته الكبرى في الأدب العالمي كانت هي الحكايات الخرافية، والتي تأخذ بشكلها قالب الحكاية الشعبية، وبعض منها ينطلق من القصص الخرافية الشهبية التي كان الشاعر قد سمعها عندما كان صغيراً، لكن المحتوى لحكم هـ.ك. أندرسن أكثر تعقيداً بكثير، فهي تتضمن في الوقت نفسه مستويات عدة في بنائها. وعندما تكون الحكايات الخرافية هي أجمل ما يكون، يمكننا نحن الكبار وبالمتعة ذاتها التي يشعر بها الأطفال لدى سماعهم لها، أن نفهمها وبشكل أعمق عندما نقرؤها لهم بصوت عال.
يقول المؤلف نفسه: "حكاياتي الخرافية هي للكبار كما هي للصغار في الوقت نفسه، إذ الأطفال يفهمون السطحي منها، بينما الناضجون يتعرفون على مقاصدها ويدركون فحواها، وليس هناك إلا مقدار من السذاجة فيها، أما المزاح والدعابة فهي ليست إلا ملحاً لها".
ويتابع أندرسن: "لقد وضعت قصصي الصغيرة على الورق تماماً كما لو كنت جالساً على الأطفال بالتعابير التي أستخدمها شفهياً، وقد توصلت إلى إدراك أن الغالبية بأعمارهم المختلفة قد تفاعلت معها، أكثر ما استمتع به الأطفال كان ما أسميه السطحي، الكبار بالمقابل كانوا مهتمين بالفكرة العميقة. الحكايات الخرافية صارت للصغار والكبار، وباعتقادي يجب أن يكون ذلك مهمة من يرغب في كتابة الحكاية الخرافية في زماننا هذا".
يكتب هـ.ك. أندرسن عن الطفل في دواخلنا جميعاً، هذه النواة التي لها في الغالب مدخل مباشر إلى المخفي في شخصياتنأ، ولكنه المستوى المؤثر فينا دوناً، والذي يخاطب في الوقت نفسه تفكير الكبير الناضج. إن أعماله تدور حول شخصياتنا جميعاً، بجوانبها المضيئة والمظلمة، طبيعتنا البشرية وقدراتنا الإيجابية والسلبية، وحول شروط الحياةـ الإنتقال من مرحلة الطفولة إلى النضج، حول الحقيقي والمزيف، حول القوى الاجتماعية، الفشل والصعود، اللاعدالة والعدالة التي تأتي لاحقاً، الأمل والإنكسار، إنه يستقرئ في أفضل حكاياته دواخل كل من الفرد والمجتمع بشكل نقدي ولكن بأسلوب فكاهي شائق.
المزيد →الحكايات والأساطير والأحلام
كتاب الحكايات والأساطير والأحلام ويسمى أيضا اللغة المنسية
يرى إبريش فروم في اللاشعور مفهوماً وظيفياً، أي إنه وظيفة نفسية، لا تشير إلى غياب أي دافع، أو إحساس، أو رغبة أو ما إلى ذلك، بل إلى غياب إدراك ذلك فقط، ويفسر فروم تفضيل المفهوم المكاني على المفهوم الوظيفي بأنه ينسجم مع النزعة العامة في الثقافة الغربية المعاصرة إلى الفهم على أساس الأشياء التي نملكها، بدلاً من فهمها على أساس الكينونة.
أما محتوى اللاشعور عند فروم فليس الخير ولا الشر، وليس العقلي ولا غير العقلي، إنه كلاهما: إنه كل ما هو بشري؛ واللاشعور هو الإنسان الكلي - من دون ذلك الجانب الذي يتوافق مع مجتمعه، ويمثل الشعور الإنسان الإجتماعي، التحديدات التي يقررها الوضع التاريخي الذي يرمى فيه الفرد.
ويمثل اللاشعور الإنسان الشامل، الإنسان الكلي، الذي له جذوره في الكون؛ إنه يمثل النبات فيه، والحيوان فيه، والروح فيه؛ إنه يمثل ماضيه رجوعاً إلى فجر الوجود البشري، ويمثل مستقبله حتى اليوم الذي سيغدو فيه إنساناً كاملاً.
وبما أن الأحلام مرتبطة باللاشعور، فإنها ليست وليدة غير العقلي حصراً كما افترض فرويد، وليست وليدة العقلي حصراً كما افترض يونغ، بل قد تكون هذا أو ذلك أو كليهما معاً، وفرضية فروم هي أن الأحلام قد تعبّر عن أحطّ وظائف أذهاننا وأكثرها خروجاً عن العقل، وعن أرفعها وأكبرها قيمة، ويكشف ذلك ما فسّره من أحلام في هذا الكتاب
المزيد →تاريخ الأسطورة
نشأت الأسطورة لمساعدتنا على التعامل مع المآزق البشرية المستعصية، وإعانة الناس على تحديد موقعهم في العالم وتحديد وجهتهم فيه. كلنا يريد أن يعرف من أين أتينا؟ ومع فقدان بداياتنا الأولى في ضباب ما قبل التاريخ، ابتكرنا لأنفسنا أساطير عن آبائنا الأولين، تساعدنا، على الرغم من لا تاريخيتها، على تفسير موقفنا تجاه بيئتنا وجيراننا وعاداتنا.
كانت الأسطورة تعبيراً عن حسِّنا الفطري بأن في العالم المادي حقائق ووقائع، أكثر بكثير مما يظهر للعين. فالأسطورة بمعنى ما، تروي قصة حدث حصل في زمان ما، وتجعله ممكن الحصول في كل الأزمنة. لذلك وبسبب صرامة رؤيتنا التعاقبية لأحداث التاريخ، فإننا لا نملك كلمات نعبّر بها عن أنماط الحدوث الدائم، في حين أن الميثولوجيا، بصفتها صياغة فنية، قادرة على الإشارة إلى ما وراء التاريخ وإلى ما هو غير زمني في الوجود البشري، وتساعدنا في التعرّف على ما وراء التدافع الفوضوي للأحداث العشوائية، وفي تبصّر جوهر الحقيقة.
المزيد →